يظن كثيرون خطأً أن الخط الكوفي قد نشأ في
الكوفة، لذلك قد نسب إليها. والواقع أن هذا الخط
الكوفي قد سُمي بهذا الاسم لعناية الكوفة به
وليس لأنه نشأ فيها؛ حيث ازدادت حركة تهذيبه
وتجميل حروفه وبهذا انفرد باسم “الخط الكوفي”.
وأرجح الأقوال في تاريخ الخط الكوفي أنه اشتُقّ
من الخط الحيري أو الأنبارى، وسبب تسميته بعد
ذلك بالخط الكوفي لأنه خرج وانتشر في مدينة
الكوفة إلى أنحاء مختلفة من العالم الإسلامي مع
الجنود الفاتحين، وذلك في عصر ازدهار الكوفة.
وقد كان للكوفة نوعان أساسيان من الخطوط؛ نوع
يابس ثقيل كان يسمى “الخط التذكاري”، وكان
يستخدم في الكتابة على المواد الصلبة كالأحجار
والأخشاب، ويتميز بالجمال والزخرفة، وكان يخلو
أحياناً من النقط وترابط الحروف. ونوع ليّن تجري به
اليد في سهولة، وهو الخط الذي انتهى إلى
الكوفة
من “المدينة” وكان يسمى “خط التحرير”، وكان
مخصصاً للمكاتبات والتدوين والتأليف.
وقد نتج من المزج بين الخطين نوع ثالث يتصف
بالرصانة والجمال، وهو “خط المصاحف” الذي
يجمع
بين الجفاف والليونة. وظل هذا الخط هو الخط
المفضَّل طيلة القرون الثلاثة الهجرية الأولى.
وقد استنبطت من الخط الكوفي أنواع فنية
وزخرفية، قسّمها مؤرّخو الفنون الإسلامية إلى
“الكوفي البسيط”، و”الكوفي المورق”، و”الكوفي
المضفر المترابط”، و”الكوفي المهندس”.
(وأليكم بعض الصور لخط الكوفي)
0 التعليقات :
إرسال تعليق